21.8.12

لسماءِ سحُب خَجولَةٌ


ياسيدي ،
 لفّني بخيْطِ الفجْرِ الرّاحلِ ،
 أعقدهُ بِأصَابَعكَ وأعقدني بِعناقيدٍ تُلْهَجُ الجسدّ ،
بعدَ غفوتهِ بصدرِ هائم ..
أكتظَّ بي عُرى الحَنيّنُ وأخترقَ العويلُ المآذِنِ ،
الصخَبُ يقضُمُني يَهذي بالرعشةِ والأسقامِ ..
فإذا بوجْهِكَ يَحتويني في محاريبِ الصمتِ ،
ويلوحْ في ليلي كَبدْرِ حالمِ ..
يأكُلَّ أهلي ،
والرُبى ،
وعشيرتي ،
 وعيونَ رَبْعي أن عَددْتُ محارمي ،
 ونُورِ الشمسِ يَغسِلُ وحْلَ الأيّامِ ..
حينمَا تتكتَّلُ الرياحُ ضد نخْلَتي ،
 يَعلمُ اللهُ أنّني عربية الأخلاقِ بِنْتُ مكَارمِ ..
فليصمت المشكك العَذولُ ويموت في محرقةٍ ,
قلبي ومايهوى ،
فهل من لائِم في بحر النعيمِ ..
لولاَ الهوى مابثَّتِ الأرضُ عطرَها 
من زهرِ الزّيتون ،
 ولازانَها نجمُ يَشرعُ
أبوابَ الحدائق بليلٍ ساهمِ ..
من أجلِ عاطفةٍ تزرعُ على وجهي مطرً ،
 تباركَ ربُّها ،
تجمَّلَت الأفاقُ أزْهى المعالمِ ..
وغرَّدَ طيرُ مُنبْسطِ الأساريرِ
في ربيعِ مَحْمُوم،
وأورقتْ زهورُ الأفاحي
والزَيْزَفُونُ وأنتشتُ بغمائمِ ..
 فالحياةُ تحيَ العرائِسُ بينَ يديْها ،
وهذا الوجودُ العَذْبُ سِرُّ التراحُمِ ...
وأنَّ العشقُ جزءاً من الشَّرْيان وسحرُه ،
 فَيْضّ من اللهِ الكريمِ الدائمِ ..







أحبُّكَ حباً يَحيطُ الوجودَ ..
رغم نائلةِ المَنونِ ،
 وانتَ الصدى الحالمُ الأرتجاعِ .
وكيف أعبَّرُ أنيَّ أردتُكَ كلحنٍ مُنغَّمٍ
 زَاداًَ لذاتي، وضوْءَ شُعاعِ ..
وكيفَ أقولُ بأنيّ حَمَلْتُكَ بينَ الجوانحِ
وفي لَيْلِ الحَنينِ بَعْضَ مَتاعِ ..
وحُلماً يؤرَّقُ صدرَ ليالي الدُجي 
موغلّ فى الشعابِ ،
 وامنيةُ صعبة الأقتناعِ ..
وبُشرى تُزَفُ إلى المرابعِ والتلالِ 
على رنينِ الربابِ ،
 فيُطْربُ كلُّ الورَى للسَماعِ ..
حدَّثْتُ عنكَ دروبَ الفيافي 
في ربيعِ لايَضيعْ ، 
فأورق فيها الهوى بالتماعِ .
والفجرُ يسري ناعساً 
يهفُّ علينا مِن كلُ أفقِ ،
 وشمساً تلوحُ وراء الشِراعِ 
وزَّينتُ فيكَ نجوم السماءِ في أزهي حللْ ،
 فزغرد رسمُكَ في خجلٍ فوقَ المراعِ ..
وألهبتُ روحي بفيضِ الشعورِ
 فيهِ شَجْوّ مضمَّخُ بالشوقِ ،
 فسال الهوى داقئاً باليراعِ ..
وتهرُبُ مني حُروفُ القَصيدِ 
حافية مَكلْومة ،
 إذا ماذْكرتُكَ عند الوَداعِ ..
يا نيلُ ، كُلَّ مافيكَ سِحْرُ 
وبِمائكَ العذْبِ الفراتِ سأرتوي ،
فأنتَ اكتمالُ الصراعِ ..
فيا قُرَّةَ العْينِ هذا الشُعورُ أليكَ ، 
أميلُ حيثُ يميلُ ،
نادى وفي بعض النِداء دليلُ ، 
لتعبرَ بي أرْخَبيلَ الضَياعِ ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق