28.8.12

هَا قد حَلَّ جنوني ، أثلِجني !





يدي تنمو وعندَ حدودها أقف
متهومة بِخيانة النعمة ! 





]وحدي النائمة في نَقّالة الريحْ ،
امنح للطير أغنية مَخنوقة اللّغة في مُدن الجراحْ العريقه .
وحدي كرمحٍ وثنيّ أخترق وحدة ولادتي ، وحدة القيامة ،
أخترق جمجمة المجهول ، أتسلق أحقاد الشجر أحوك حَزني أكللّه بِلوعة الضجر !
أتعلق بجسورْ لا تأبه لولهي ، والتابوت يَضيق عن مكانِ لجثة ! 
و في أطرف سكوني نصف وجه عتيقٌ عابثٌ بروحِهِ ،
غَابت عيناه في ربيعِ مُقوّس الأهداب ،
 يَجني ثمار الفردوس  من أرضِ بتول تَنتظر بَيْرقاً
  من سَحابه واجفة لا تقوى على أحتواء المطَرْ !
الحبَّ يَتخطى وجودي ، يَتخطى جمودي ،
يتركني فراشة برية تَبحث عن هواء تحت جليد الأقنعة .
كل هذا الغْبار ولا جزء يحميني يوقف انسيابي نحو الهاويه . !
كم من الوقت لدي في موكب الحجر ، كي أقتل هذا الوقت الذي يجهل أن يبدأ ؟!
تغير يا ليليّ التائه بعباءة الميَّتين ، استدر ، استطل ، توهني في عدّك وفي رسمك .
لستُ اتعرى الشعر ، فقط اوراق مخمورةٌ اوقعها جنوني بِلا تحيّهْ ،
حملني الحُلُم في جفنيه ، صيّرني عجوزاً ، كسرتُ قلبي فقط ، و وحدي ندمت ،
و رضيتُ أن أحيا مع سرطان الدم و أصلّي صلاة سَراب الأحد ،
مُشتعلة أوجاعي بين المسامّ ، تُحيط بي بِزاوية صمَّاءْ مع ظلِ مُقيمٌ بِلا حقول ،
تدورْ حولي بِلا تحيّهْ ، وأضحَّى ذُبابَة تَتكور بِسلة أعشاب ،
كم أنا مبهجة في عُيون الدُمى .
لاأعرف أيني ،؟!
لكني أتمطّى في عويلِ يَقضُمُني ، أشربه في الظن ، و أنفلش لهُ نحلة هامدة !
فما أجمل الوهم ماشياً يُطفيء بيديه مَصابيح الكون لحظة الأكتشاف في أغوارنا الخرساء!









اقتربي يا زهرة بيضاء في السماء
انحني كعشب البراري
امنحي جسدي سرير الحصاد ،
فتّحي الحزن في قارورةٍ خضراء
جنبيني هذا اليباس !
فأتوهم انكِ يَنبوع حنان في غابة الأعراس
في لحظةً واهنة تَخطف الأنفاس .!!



يا حزني المتعالي
الظاميء في منتهاي ،
و حدنا في حضن السكون بتوجُّس الأسئلةَ
على كفينا ريشة طفولة غابرة 
و على أهدابنا المنكفِئة شيء يشبه السواد .!



اعشق بي حياءك العُذْريّ
توّج حيائي بهالاتك الهادئه في ثيابي
ابتعد عن قُبلي ،
المُزينةَ بالحنينِ ، هي أراجيح
تحملك ، تطير نحو الغيم .!



لمْ يبق في المدينة إلا أنتَ و الصدى
أيقظْ لنا القمر - نهتف لرؤياه ،
قبل هجرة النجمة و عودة الفجر إلى الضياعْ
الضياعُ أنفاسه طويلة
يموت بلا بُكاء .!



الذكرى حبة قمح .
لا تموت إلاَّ لترجع ،
لتعيش في علبة أسمها بعدَ الغياب 
كأن الزمن لا يّتسع ، أو النار لا تحرق .



أين تخبىء عيونها نوارس البحر ،
هل تفرد أجنحتها بعد الخوف
هل تشرب من كفِ عاشق ؟!



يادُروب الماء قربيني للهدأة !!

21.8.12

بقَايا عِطْرِكَ الَّازُوردِيَّ كرَبِيعٍ مفْقُود







فِيّ لحظةٍ .... أمسىَ الزّمنْ يَتكوّم كَالخْرقة بينَ الأصابع بِنار الزّنود القوية ,
 أرخى هدب جَفنيه المُكبَّل بِليل الذلْ وَ نام وَ بِعينيهِ رؤى الحب وَ السلام ,
  ملء الخناجر علىَ وخز سكاكين العياءْ  فِي مغبة الضمائر ,
حيثُ تُكشطّ الجلْد الأدميّ وَ تُصنع مِنهُ نَعلاً لقدمين ,
وَ صمتُ ضَريرِ السكون أرتخا فوق المئذنهْ مُبلل بِضوءٍ مُوحل بِخفق الجفونْ ,
يَجول بِخطىَ السنين علىَ كلَّ حسٍ تَلاشى مداهْ ,
عميقٌ .... عميقٌ كَجُبَّ الطّنونِ ,  مداهْ .. سَحيقٌ ... سَحيقٌ , ...
وَ تاريخُ دائباً فِي الرمالْ بِنزيف العصورْ وَ مَذبحةَ أخْفتهَا يَداه , مسقوف بِالجثث
 تحت لِواءْ الأرحامْ وَ الوجوه الحزينة , يََتحوّل إلى تمثالٍ رمزّ الكِفاح  فِي الساحات العامة , ..
يَموتُ الضحىَ حَاملاً ضياهْ المقتول منْ كوخٍ لِكوخٍ , يَدْفنُ فيهِ خُطاهْ ,
 يَهربُ عبرَ القرون ألىَ المقابر بِذْكرىَ دُجاهُ , ..
مَقاديرُ تُلْجمُ سِرَّ الحياهْ ضيعْتهُ الأحجيهْ فانحنىَ قوساً منْ الخوفْ علىَ أيامهْ المنحنية ,
 ولو أنهَا من غيوب الإلهْ , تَحيرَّ فيه أرتقابُ الوجودِ بين يدَيْ تميمه يرتد حيران فى كل اتجاه ,..!!

~ * ~

فاضت الرُّوحْ فِي كلَّ شهيق وَ زّفير ومَا أضيقْ باب الأحلامْ الليلية لِلمراهقين
المُعذْبين النائمين بِوعكة أملْ ,
ممزّقةٍ فِي الضمائِر غَافيةٍ فِي السَكينة مَخْنوقة الفرحة حتىَ تَصير لهَا منْ الأحزّانْ أجنحةٌ , ...
يَتجمعونْ حول موائد السهر الفقيرةَ بَنصفِ بطنٍ وَ ثوبٍ وَ التَغْني وَ الكلامْ
وَلكل أمنية شَهيةٌ عذْاب مضاجع المرضى ,
وَ الدمع المتلألئ سقياهمْ , وَ عشائهمُ التأوه وَ الأنين ,
وَ كؤوسهمْ محطمة فِي حظائر النسيان أباريقهُ تَزّولُ بِقلب الغصون ,
 يلقونْ - بين الضحكتين -  أهِ مَذْبوحة  تهدُرُ مثل الطَّواحين منْ أجل ترطيب الشفاه اليابسة
بِجرعة ماءْ , وَ الليّلْ مَمدود السرادّقْ ظُلَماً وَ ظلْماَ يدِفُ بِجانحِهِ الأسود مٌنتحباً يَمر مرَّرته
 الأخيرة بِأطرف المدينة يُرثي شَبابِهَا المستشهدّين فِي الصحراءْ , كمْ تَمادى فِي كَيدهِ أيلاماً , .!!

~ * ~







أه لو تعرفون المَهزله ...
الزّمنْ ....
( يُسافر فِي عَينيْ قتيل بِلاَ بصر أسكرته خمرة أكوابهْ مَربوطاً بِحبل من الملائكِ وَ المدَى أضرِحهْ)
ولهُ قائدانْ :-
واحدٌ -  يَشحْذُ المقصَلهْ بِأسم شعبٍ شَردتهُ البشرية تَركوه فِي الأعواد حتى لاَ يرى فارقوه , ..!!
واحدّ - يتمرّغُ بِدمٍ نازّف منْ خاصرة العالمْ  يَسأل عنْ الأيادي التي غدرت بهِ ,
 فاأسبلت جفنيه علىَ عينيه حتىَ دفنوه , ثم بكوا عليه ,...!!
لو تعرفوا المهزّلهْ ...
 العلمُ ناكسٍ مُلطَّخ بِالدّماء وَ الصوتُ خافتٍ فاتندلعُ النار أنْ تَنفَّسْ ,
 وَ أنشغل الكلَّ بسدُ فتوقه لِإخفاء الوجوهْ المُشَوَّها يُهجرون يُجَرُون إلى التيَّه , ...!!

~ * ~

القول يُرهقنَا كيّ لا يُعكَّر الصفاء المموَّه , علَّ فِي السكوت التأسيَّ وَ السلام , 
أذا غدت سُبُل الكَلمْ تَفضي إلى نار المواجد ونحنُ جرحى القلبِ وَ الفمْ ,َ
 نَختلجُ الظلال وَ تقودنا الذكرى إلىَ السراب ,
ولاَ نزّالْ فِي أسترخاءة الحطامُ وَ الدمارْ ننشر عَمرنا فِي الضباب يوماً فيوماً ....!!

فِي بقايَا الآه حَنينٌ يَهْذِي







لماذا إذا مَا تهيَّاتُ لِلنوم كيّ تَستريح وخزاتُ القلب دقائق منْ تَرنح الظل عبرَ الحوائط ،
يَأتي صوت الكّمان كَتغريدة مُعذبة،؟!
 لِيطغي علىَ ضوءِ موحل يَلْبس الغيم ،!
 فأصغي لهُ يَقتربُ شيئاً فشيئا آتياً منْ جنائزِ الليّل يَتغنى بِمستقبلٍ يتشكَّى الظمأ،
فَتصمتُ هَمْهمةُ الرياحُ تحتَ نافذتي ،
 و تتراجعُ نبض الوسادة فِي أذني عنْ أنين النوم و أغْنيات البُكاء ،!
فَأرحلُ بِما يَنسجهُ حُلْمِي علىَ جَناحِ طائرٍ إلى مُدنِ لمْ أزُرها هناك
 خَلْفَ زّمنٍ أسكرني أمسياتهُ المُلْونة،.
شَوارعْهَا : فضِةُ , شُرفاتِها : منْ خيوطِ الأشعَّة  والزّهرِ فِي تيجانه قواريرُ عُطور ,
أسيرُ مع بهجةُ الناس في المهرجاناتِ نحو أغاني البلابل ،
 نلمسُ فتنة الحرية والهواءُ يُؤكل مثل حبّ الكّرزِ الطازّج ،!
فَيتسربُ الصَّوتُ مُبْتعداً يُنادي خطاي لكي تستمر إلى ضَفَّة النهر ،
كأنني على موعد معَ المغرب الوردي ،!
ألتقي هذا العاشقُ كألتقاء القمر باليقظة ، واقفُ كَوقفةِ رُبان مُتألق البسمات ،
 مَاسي النظر بَعيَّنينْ لامعتين، ثقبت  قَشعْريرةُ الصمت بينَ ضلْعين في زوبعة مُندثرة ،
تُناديني إلى سكّين نشوة وأنا لمْ أزلْ بعدُ في مقتبل العمر ،!
فأتيتهُ بِحياءٍ يَكبثُ شوقُ حْينَ تُعانقهُ ,
مَاذا لديكَ ياهوى؟!
 أكثر ممَا أسقيتَ جسدُ باحثُ عن دفئه يستولد العشق أدغالِ منْ الرغبة ،
 إذا توالت عليهِ الفصول أقمتُ بهِ بِلاَ ارتحال ،:
 قد جأني هذا الهوى باحثاً عنَّي وعنكِ ،!
فلمْ أجدّ البنفسج فِي بَساتين الشام و حنجرتي مُعرّضة للجفاف جوعاً،
بيَ حنيّنُ يتوهّجُ حائرُ بائرُ بين الجراح ،قلبهُ حسرات مَخْنوق الهواءْ بِالذي فاض بهِ ،
أخذتهُ الحقولْ سُكارَى،!؟
فعدتُ بِالقيدّ أهْذي ، كظل يتشبث بِفجرِ فضوليَّ علىَ الأطلال ،!!
فاكلآنا ذابلْ بالمراثي كَالذْكريات تمشي في فتاها ضريرة في ضياء المسافات ،
حتى غدا فِي عنفوان رب ينال نصف جراحي بِقلب مُنكَّس,
وأنا بين يديكِ أجهل أن أنتزع النبض وأرميه كيّ أسترد جسدٌ أنا الغائبُ فيهِ  ،
مازال السواد السائد في غرفتي يستعصى عليَّ الحلمْ يَبحثُ عن الأخضر قرب نيران خضمَّكِ ،
دجّنتني الآهات يا حبيبتي من  لوعة الأشواقْ ،!!
سئمت العلاقة مابين الزّفير و الشّهيقْ ولو قيل مَا قيل منْ كلْمات الغْرام ،
متىَ تَأتين كَعذبة مُشاكسة ؟
 يغمرُني لُجُّ جامح يُفلِتُ من سَيْطرتي،
 مِثلْمَا تبحث القبلة العاقر عن شفتين لِتُنجب فِي موسم البُرتقال ،
فلمْ أفلت من قبضة جرمِ الهوى فِي إنعدام المطر ،!
  أشتاق ياحبيبتي ...,,!!






.. طَائر مَرثي يقف وحده علىَ غُصنٍ أعوجْ






سئمتُ الحديثْ عنْ الحبّ وَ الشعر .... عن فلْسفاتّ آرسطّو العتيقَةْ ...
عنْ آرضٍ مُوغْلةَ فِي الصراعْ .... يُقاتلْ فِيهَ الرفيقُ رفيقَهْ ...
وعنْ كّلْ مَا يُقال وَ يُقيّلْ ... نَعيشُ بهِ آو نحسّ بِريقَهْ ...
سئمتُ الحديث عنْ السياسة وَ الفنْ .. .. وَ الثرثراتِ وَ مئةُ طريقَهْ ..
فَتاريخُ بِلادّي التلْبدّ .. وليدُ حْضّاراتِ وَ ثوراتٍ عَريقَهْ ..
فالغدّ مضغةَ فِي ثنايَا الكلامْ .... تمزَّقهُ القصائدّ الرشيقَهْ ..
فقدّ شوَّه الزيفُ وجهَ الآيامْ .... وعاثَ بِهَا منذُ بدءِ الخلْيقَهْ ..
هنَا الحاضرُ آخيلة حافلةَ ... تَعجُ بِكلْماتٍ آنيقَهْ ..
تَضيعُ الحقيقةَ بين السطّورِ ... فِي زمنٍ باهتٍ لنْ نَطيقَهْ ...
تُزَّيف الحروفْ بِا الكلامْ .... يَلْجّمنا بِأبتسامةٍ رقيقَهْ ..
يُدّاعب فينَا حنايَا الروحْ يُوهمُنَا بالعطايا.... وَ آولىَ بِنَا آنْ نراهُ حَرِيقَهْ ..
يصلبنَا فوقَ زيفِ الآحلامْ .... علىَ هوَّه الآيامْ سحيقّهْ ..
هنَا القلْبّ يِموتُ بِصمتٍ ... .وَ الروحُ تَسعىَ طّلْيقَهْ ...
فَحاضري الجديدّ يُصحح آخطّاءه ... ومنْ جّروحه يرمّ شقوقَهْ ...
هو يَرفضُ واقعاً سجينٍ بِكَلْماتٍ سَحيقَهْ .. بِعيّنيهِ ومضات دّقيّقَهْ ....
فلهُ رؤيَ الخيالْ بَعيّداً عنْ الأدّعياء ..آبدّعهَا الزمنْ بِ خيوطٍ عَريقَهْ ...
فَحاضري الجديدّ لنْ تَلْمحُ الآحزانْ فِي مقلْتيي .... وَلنْ تسمعُ لِشّهيقَهْ عروقَهْ ...
فَلنْ تُستباح الحياةُ حاضرهِ .... سيرعىَ حقوقهَ وَلنْ تَغرب عنْ شمسه تشريقه...
ومنْ خلْفْ صومعةِ الخَلْودِ .... سيُملي على العالمين زناد الحقيقَهْ ..
حَريقُ فِي الفؤادّ منْ تَلْكَ الكّروبِ .... تَمحو طّلالِ آملٍ منْ أحلامٍ مُخيبه ..
كمْ خبأتُ آلمي وَ حزَّني ... يا نفسُ توبي فَ ليسَ لِ جّرحي منْ تصريفه ..
يِحملْ القلب همّي وَعلَّتي فنّ الطبيبِ ...فتًصَخبت مرارة شؤمهِ الرهيبه ..
آدفنُ همي فِي قصائدّ الشعرِ .... وَ آمضّي كآلامِ المسيحِ أضيءُ درباً مستحيلة ..
وَ بِ لآلامْ آفرغْ كييَّ .. وحرفِ بائِس بِلاَ صبحٍ ولا تفعيلة ..
أُريدُ أنْ أشدو مثلَ العندّليب ... وَلكنْ مَاتت الأغْاني تَحتَ آجواءِ مغيبه ..



أسْكُبْنِي خَمْراً هَذَيانُ الرَقْصِ يُثْمِلُنِي






رآيتُ فِي صبيحةّ الثاني منْ أيلولْ حَمامةَ بيضاء باتتْ علىَ شباكي الشرقي المُلْتاعْ..
كَاآنهَا تَستلذُ بتَأملِ آنسيابِ الدّمعْ كاآنهيارَ المطرِ من مقلتّي السماء.
فأربدّ وجه الشمس يُشعلُ كلّ شيءٍ منْ لُظاها تَمرُ فِي الجهةَْ الآخرىَ بِلاَاستيحاء ..
لاَ وقتَ للحْزن فَالبُكاءْ الذيَ تنكّسينهُ علىَ سرادّقْ عْزاء منسيةَ بِلاَ أسماءْ فوقَ القبورَ البيضاء
 مُنكّس فِي الضَّفافَ الغْربيةَ منْ الشاطيء بيّنكِ وَ بينهُ نهرُ دمْ .. ..وَ فاتِحةَ خْضراءْ ..
مُلْقىَ فِي الثرىَ يَنهشَّ فيّهِ الدودّ مُنتشيا بِالذيّ فاضَ بهِ بَحْرُ الجَّنونْ
حْطّتْ علىَ كّتفي وَ نقرتّ بِشعْري وَ همهمتّ بِأذني :
أحارُ فِي هذا الزمنْ الرخوّ الموشّح أراكِ كمنْ يَنتظر مشّّنقةَ بِحبلْ بِجبينٍ وَ غضبّ
كمنْ يَرعىَ حَشيش الغيمْ فِي الأفقْ آبوابه قُزَّحيّهْ آو كّمنْ يَغْرق الماءُ فِي الرملِ ذائباً..
أأنتِ مَقبرةَ آمْ وردةَّ ... ..!! أمْ علىَ شّفتيكِ مُلْح زّمنٍ رغْيدُ ..؟!
أمَا كمنْ يُودعْ أملُ باكّي وراءَ شُباكٍ حديدّ بِشهيدّ وَ شّهيدةَ يَمشْون علىَ آناشيدّ الغْجرّ فِي دربّ الشحاريرّ دونَ نداءاتٍ أكْثَر .
.آخَلْعي عنْ قَلْبك المَفئودّ حتىَ لاَ يَطَّالك الكرب الجاريّ حدّ الخنوع
فَالموتُ طَّائش الآوجاعْ ضفافهَ القهرّ وَ الغْربةَ .
فَاالفرحْ المنسوجْ منْ حلاوةَّ الحزنْ وَ منْ مرارةّ الفقدَّ خْيّطاً منْ الحبَّ وَ خْيطَّينْ منْ النار ..
تَبكيّن منْ تَبكيّنْ ؟.. مذ طّارت عصافير الربيعْ صوبَ دُجى المنفىَ ... وَ أنتِ طولَّ العمر
تُنجبيّنْ آبتسامةٍ عَعذبةَ مُنكَّبةَ مُقروحةَ العْيّنينْ تُسترسلْ فِي الرثاءْ حتىَ تَحْتّرق الرئةَ...
هَا آنَا آراكِ فِي غْدّك المكنونْ تَغْوصين تحتَ الموجِ كصيفٍ كثيفِ الوهجْ وَ سفناً لمْ تنجو تحتَ السرجْ
كنجمة سَاطَّعةَ فِى الأوجْ فِي صمتْ النخيلْ تَمشيّ علىَ ضوءِ دّمكْ تَسقطَّ إلىَ التُراب سَهوا .
قالتْ : سَيآتي فرحْ الميَّلاد يَملْىء البيتُ زّنابقْ لاَ بُدَّ سَيآتي ..
تَصادىَ صوتُهَا الواثقْ مسيلاَّت مدَّىَ فِي ربيَ الوطنْ دوَّىَ ...
فِي رِحابْ الآرز فِى غْزَّةَ الابية فِي بَغْدادَّ دوّىَ :

فرحْ الميّلاد سيأتي وَ الهوىَ معْنىَ ..
منْ جّراح القدس يَآتي ..
منْ زمنْ القحطَّ يَآتي ..
منْ رمَادّ الموتْ يأتي ..
فرحْ العيّد لاَبدّ أن يأتي ..


فيّ خَريطةَ مَا ...
صوتُ شريدُ ..
يَئن ُفِي حْجرٍ خْلخل العقولْ كّمَا تَآتي الفصولْ منْ حْروفٍ عْتيّقةَ حيثُ تَهترىءُ الآصولْ
حضنَ النارُ نَقيضَهُ .. فِي يَومٍ قاتل يدفعه ليلُ وَيَمضي رمىَ تاريخهُ العريق لِنار كّسىَ
الوجوه بِحمرةّ الخجل لِيَنامْ علىَ الزّعْفرانْ بِنسمةّ عْنبر ورائحةُ لوزٍ ..
..هَا قدّ آتىَ وقتّ بينْ الرمادّ والورد يُطّفىءُ فيهِ كلْ شيءْ يَجلسُ علىَ طرفِ كَلْمةَ
فِي شفْرةٍ ماتت علىَ شّفير زمنٍ لمْ يَجىءْ وهو يُصيح منْ جّحْيم آمسهَ المفقود ..!!




قطرة في حجر ...!!










نفوسٌ على الحق استكبرت 
ولكل أنواع الخير مَنَعتْ 
من قلوبها الرحمةُ طُردت
نفوسٌ في الخسران المبين غَرَقَتْ
أقوامٌ بالبخل التحفتْ
وللجمال العذب مَنَعَتْ
وحبالُ  القربى قَطَعَتْ
في حُفَر الشقاءِ سقطتْ
عقولٌ مطموسةٌ عن الجود أقلعتْ
وبالمذموم من الأفعال التزمتْ
تبَّاً لكل يدٍ للخير قَتَلَتْ
أياد للمساكين طَرَدَتْ
وبالفتات والعظام ألقتْ
ولكل أنواع الشر هبَّتْ
لهم حقاً التعاسة عُدَّتْ
عيونُهم للأموال الحرامِ جَحَظَتْ
وبأكل اللحوم النتنةِ سَعَدَتْ
وبالبهيميةِ النكراءِ سَكَرَتْ
بثبات أقدامهم للندامة هرعت
للكذب المعسول أفواهُهم  مَضَغَتْ
وللنفاق المفتول نَشَدَتْ
وللمجد المهزوز عقولُهم سَجَدَتْ
إنَّ جنةَ النعيم عنهم بَعُدَتْ
الشهواتُ والأنانيةُ سادت
أبدانٌ للرخيص شرِبِت 
والأنوارُ والخيراتُ غابت 
وألسنٌ منها الحكمةُ سقطت
وعيونٌ فيها الظلمةٌ حَلَّتْ
مواقدُ من نارٍ لهم حُفِرَتْ
أرواحٌ كالكواكب حول العرش مَجَّدَتْ
لنورهِ عَشِقَتْ وبه ارتوت
 عيونٌ من العشق سهرتْ
ومن الوجد الخالص بكتْ
وبالهوى نُحرتْ
لتنال رضى من لهُ روحهُ جُذبتْ
كذباً ادَّعوا أنَّ الصداقاتِ دُفنت 
أن الأخوةَ الحقة مُحِقَتْ 
أنَّ الخفافيشِ هي التي صعدت
يبدو أن مُقَلهم قد نُزعت ...

لسماءِ سحُب خَجولَةٌ


ياسيدي ،
 لفّني بخيْطِ الفجْرِ الرّاحلِ ،
 أعقدهُ بِأصَابَعكَ وأعقدني بِعناقيدٍ تُلْهَجُ الجسدّ ،
بعدَ غفوتهِ بصدرِ هائم ..
أكتظَّ بي عُرى الحَنيّنُ وأخترقَ العويلُ المآذِنِ ،
الصخَبُ يقضُمُني يَهذي بالرعشةِ والأسقامِ ..
فإذا بوجْهِكَ يَحتويني في محاريبِ الصمتِ ،
ويلوحْ في ليلي كَبدْرِ حالمِ ..
يأكُلَّ أهلي ،
والرُبى ،
وعشيرتي ،
 وعيونَ رَبْعي أن عَددْتُ محارمي ،
 ونُورِ الشمسِ يَغسِلُ وحْلَ الأيّامِ ..
حينمَا تتكتَّلُ الرياحُ ضد نخْلَتي ،
 يَعلمُ اللهُ أنّني عربية الأخلاقِ بِنْتُ مكَارمِ ..
فليصمت المشكك العَذولُ ويموت في محرقةٍ ,
قلبي ومايهوى ،
فهل من لائِم في بحر النعيمِ ..
لولاَ الهوى مابثَّتِ الأرضُ عطرَها 
من زهرِ الزّيتون ،
 ولازانَها نجمُ يَشرعُ
أبوابَ الحدائق بليلٍ ساهمِ ..
من أجلِ عاطفةٍ تزرعُ على وجهي مطرً ،
 تباركَ ربُّها ،
تجمَّلَت الأفاقُ أزْهى المعالمِ ..
وغرَّدَ طيرُ مُنبْسطِ الأساريرِ
في ربيعِ مَحْمُوم،
وأورقتْ زهورُ الأفاحي
والزَيْزَفُونُ وأنتشتُ بغمائمِ ..
 فالحياةُ تحيَ العرائِسُ بينَ يديْها ،
وهذا الوجودُ العَذْبُ سِرُّ التراحُمِ ...
وأنَّ العشقُ جزءاً من الشَّرْيان وسحرُه ،
 فَيْضّ من اللهِ الكريمِ الدائمِ ..







أحبُّكَ حباً يَحيطُ الوجودَ ..
رغم نائلةِ المَنونِ ،
 وانتَ الصدى الحالمُ الأرتجاعِ .
وكيف أعبَّرُ أنيَّ أردتُكَ كلحنٍ مُنغَّمٍ
 زَاداًَ لذاتي، وضوْءَ شُعاعِ ..
وكيفَ أقولُ بأنيّ حَمَلْتُكَ بينَ الجوانحِ
وفي لَيْلِ الحَنينِ بَعْضَ مَتاعِ ..
وحُلماً يؤرَّقُ صدرَ ليالي الدُجي 
موغلّ فى الشعابِ ،
 وامنيةُ صعبة الأقتناعِ ..
وبُشرى تُزَفُ إلى المرابعِ والتلالِ 
على رنينِ الربابِ ،
 فيُطْربُ كلُّ الورَى للسَماعِ ..
حدَّثْتُ عنكَ دروبَ الفيافي 
في ربيعِ لايَضيعْ ، 
فأورق فيها الهوى بالتماعِ .
والفجرُ يسري ناعساً 
يهفُّ علينا مِن كلُ أفقِ ،
 وشمساً تلوحُ وراء الشِراعِ 
وزَّينتُ فيكَ نجوم السماءِ في أزهي حللْ ،
 فزغرد رسمُكَ في خجلٍ فوقَ المراعِ ..
وألهبتُ روحي بفيضِ الشعورِ
 فيهِ شَجْوّ مضمَّخُ بالشوقِ ،
 فسال الهوى داقئاً باليراعِ ..
وتهرُبُ مني حُروفُ القَصيدِ 
حافية مَكلْومة ،
 إذا ماذْكرتُكَ عند الوَداعِ ..
يا نيلُ ، كُلَّ مافيكَ سِحْرُ 
وبِمائكَ العذْبِ الفراتِ سأرتوي ،
فأنتَ اكتمالُ الصراعِ ..
فيا قُرَّةَ العْينِ هذا الشُعورُ أليكَ ، 
أميلُ حيثُ يميلُ ،
نادى وفي بعض النِداء دليلُ ، 
لتعبرَ بي أرْخَبيلَ الضَياعِ ..


علىَ زُنودِ القَصيدة فَجوة غآئرة تحوم حائرةَ ... !!


آيّ سر فِي الموتّ مَا مغزاهَ قد طواهُ في صباه ...  مَا عساه فاعلاً مَا عساه....
كانَ نوراً من الهدى يِخْبو إزاء ضياه .... رمزاً يقتدي بخطاه وَ المجدُ أنتَ فتاهُ ..
مَا كانَ أحلْىَ شذاهَ  أبيّاً  كَالبدر فِي مُرتقاهُ ..... كّريماً رائعَ الحسنِ مغرقاً فِي تُقاه  ..
 يملءُ الصدّق حسّه وَ صداهُ  لا يِهاب الردى وَ لا يخشاهُ ... كالصمود ِالابطالِ  ملءَ قِواهُ يَضربُ فيَّ كل كربٍ عَصاه .
قدّ دعاه الله فأتاه مُلْبياً لِنداه فندُبيهِ يأرضه وَ سماه ... باركَ الربّ كلّ شبرٍ رواهَ يُسقى الذي منْ يِديه سقاه ..
( ألياس )  قدّ طواه الثرى بِمَا حياهُ رباه رباه .....  كل قلبٍ  يصيحُ : وَاحسرتاه ..
 سمعتُ الأرض تنعي للسماء موتهُ و أساه ... منْ سَيمحو علىَ اليتيمْ حزنهُ  فِي منتاه ..
حسرةٌ فِي الحنايَا أُبكيّك وهلْ يُفيد بُكاه .... وعيونْ فِي أساهَا تشتكي مَا لهَا إلاّه علىَ أيَّ طيف رَماه ..
يانجومْ السماءْ زوري ألياس أمسحي عنهُ شقاه .... أملئي بالدفء بردَ شتاه ....
أنثري فوقَ لحدهِ إكليلاً منْ الورودّ  كسناه ... أسعديهِ  فِي صبحهَ وَ دجاه ..
أضيئي لهُ الشموعْ معْ نسيمْ الغروبْ منْ قسوة ظُلْماه ... أكتبي عنهُ بِعزمْ لاَ تُبالي إذا الخْلودّ محاه ...
أغْرسي عندّ رأسهَ غْصن زيتونٍ ترسلُ الظلْ حوله ترعاه .... أعْبقي الجوّ عطراً يَحكي لنا عنْ وفاه..
أنقشيهَ علىَ صخور الروابي أذْا الوجودّ نساه ..... محالٌ ما حيينا نسلاه رؤاهُ في المرايا فضاه  ..
باركَ الله سعيهُ وخطاه ..... سَلامْ عليهِ فِي الدّنيَا وألف سلامْ عليهِ فِي أخراه ....






13.8.12

سَنغمسُ النعناع سوياً ...!







كلُّ شيءٍ يفِرُ من دواهي الأرزاءِ على بُقعةِ الضَّوءِ في ليلِ الهبوطْ ،
فَلاَ المطر تُمسِكهُ اليدُ من عُنُقِ السّحابَةْ ، والأحلام لاتبقَّى علىَ شُرفاتِ العُيونْ .،









كانَ يَجلسُ في هذهِ الزاويةْ مُنْهَكُ يَرْتَجلُ الوقتَ يَتسأل عنْ حجرٍ يُولد مِنهُ الكلامْ
على شطّ المحنِ يَشدو ألحانٍ من الشجنِ ،
موجة ثائرة تَلبس وجه البْحر تُسافر لِأرض القدس ، والمجدلْ ,
عن قصيدةٍ شَاردة في قطيع الرّياح ،
 عن نبوءةً يرىَ المسجد الكنيسة سيّفان والأرض وردة تَرتوي مِنها الطيورْ .!!
حلمُ  إذا وطأ النجمْ من العلا يَجعل الغُصنَ الأخضرَ ليلاً ،
 يَتسأل بِصمتٍ يَعصفُ في الورى، هل النار تَبكي ..؟!
والمرآة الغْانية تَتجوّل بينَ الموائدّ كَفراشةِ حُرّةَ ، ذاهِلةْ يُصفّق لها ألف قلبَّ ،
 تعرضُ فتنتّها بلا زيفٍ .. ودون رياءِ بِالثمنْ ، !
يَتبادل سادتهَا النظراتِ لِجسدهَا فِي كل ليلة مَحمومة ظامئةْ في الظلْوع ...،
اقتربت منهُ وأحزانِها الدافئةْ تتسرّبُ في خطواتِها ، سألتهُ عن الحرب ..!!
قال لهَا :
لاَتخافي على الثروةِ الغاليةْ بِدقَّ الطبول تحتَ ظلال الهوان ،
 فَلمْ يَأتي المهدي المُنتظر لِتستيْقِظْ شعوب الرَّفض العائمةْ في بحيرة الجليد بعدَ رمادِ الكونْ ،
لكي يَركب القادة الفاتحون خيولاً برَّيةٌ تَحمي مدينة الأنبياءِ منْ سطوة الغرماءِ ، !!
فالجسد يَنامْ  بهناءِ علىَ خد الحجر مُستكين بعصارة الخدر المنمق بسياطِ المروَّض ،
والفمْ سَلخهُ الخوف يَرويهْ دماءْ الذبيحة في الأقداحِ ،
 والزّمن مُعَمَّىَ يملؤهُ الريب ، في الظلمةِ الدكناء ،..
والحزّنُ خُبْزَ الشّعراءْ ، يَشكو قسوة الأنواءِ ..!!
فأصبحت الخضرة العربية بساط على الريح /
سارَ – على مَثنها– الناسُ عبرَ مدىَ رمادي مُحطم تحتَ الأقدام بِوحدة الأطماع والأهواءِ ،
 وبَقايا أوسمة ثمينة باهتة عن مجد بناه الأولونا ،
 تشبتُ بتابوتاً براق اللّون مُصاب بِلعنة الانتظار الطويل ، !!
فصارُ مشاة يَكتمون صرخة الجرح : يَسيرُ إلى هوَّةِ الصمت منْ قسوة الأغلالِ  ،
وركبانْ  فيها برودة التمثالِ : تسيرُ إلى هوَّةِ الموت ، يَلبسون الضلالَ ثوبَ الكمالِ  ..!
وتسلل في الحلقٍ خيطُ من القهرِ مُتَّشِحاً بالدمِ  تحتَ دوسِ النعالِ ..،
فَعدو الوطن ليسَ لهُ وجْهُ / لهُ كل وجوه أمارت الضّحيّة
مِثلنَا لاَ يرىَ في الأفق شمساً عربيهْ ..!
يَعشقُ السلعَ الأجنبية من جيوب سُلالاتك العريقةْ ،
يَكره كلْمة مَثقوبة تَدخل في تاريخِ فارغْ منْ صوت الرصاص والأظافر ،
يَدفع إكرامية جيدة للبندقية وَ الغانية ..!!
دعاها باسماً في مهابة : كي تَستريح من مسيرة الأقدام حول الموائد..!،
قالت لهُ:
 إنهَا لن تُطيل القعود منذُ الصباحِ بِلاَ هدى أجوب شوارع طريقها بِلاَ مصير ،،
أبحثُ في مُستشفياتِ الوطن المكدّسة بالجثث والأكفانِ  ،
عنْ زوجي المحاصر في الضفَّةِ الثانية من الصحراء ، ..
 ( عادت الأرضُ وهي لاَ تزال ممسكة بِالراية المنكَّسة على جُرْفِ الغسَقْ .. لكنَّهُ لايعودْ بقوة السلطانِ منْ التربة المدنسة )!
فَلم يَبقىَ لي سِوى حيرة السير علىَ مفترق مشتت الأركانِ بِذكرى الغارق ودمعة حمراءْ ،
وحزّني منديل هوى وفي قلبي من الأسى غصَّتانِ ..!
وحكت لهُ بِدموعِ ملأتها الشروخ..،
كيفَ تتحملُ العبءَ طيلة غربتهِ القاسيةْ  تتلظَّى بالبؤس فِي ثياب العار مطأطئة الرأس
 من شدة الحرمانِ لاَ تملكُ إلا الصرخات الممقوتةٌ في مجالس العدو والعرباتُ الفارهةْ..!!
وأرَتْهُ صورةً لهُ رائع الإجلالِ بينَ أطفالهِ .. ذاتَ عيدُ مخنوق حتى الفرح ..
وبكت ..!!

~ * ~

في هذهِ اللَّحظةِ المُثقلة أشعرُ إنيّ وحيدةُ ، كَقشة تَحترق دونَ وَرْقَةِ تُوتٍ بري..!
وأنَ المدينة ذابلة  تَتنَّهد من فجرها المُحرق ،
 عالقة في مَخالب الليل يَمتصُ منْ دِمها قطرة ... قطرة ..،
وبناياتِها الشَّاهِقة كَأراملْ متَّشحات قدَّست رائِحة السواد على عتباتِ القُبورِ ،
أدمُعُهنَّ مصابيحَ مُنطفئة من أملِ مُخيبِ يَغفو بِداخِلها الموت )
يَتسلَّل مِنْ بين أروقتهَا الصامتة ..،،
ذكرياتُ حَزينةْ تخلّد في الصدورْ أو مَا تبقىَ من صدأ التّاريخ والكلامْ  من ظلمة الإبصارِ ..،،
خناجرُ كرّقة الأزهارِ تسري مع المسمارِ ،
وبساتين من الخطايا في قبضة الأشرارِ مزروعة بذرةّ البَكارةْ ..،
وخميرة أسرارْ  تُذلْ من الأسى أسيرةْ  اللوعةِ بينَ شِباكِ الحطامْ ..،،!!
لاَ يوجد مَا يَنبضُ الآن بِالروحِ في عالمِ يَكونُ الصّدِقُ موتّاً ..!
إن اليدَ الآدميةَ مَانحة الهدايا.. ، مَاهرة فيّ سنَّ سَكينةِ الذَّبح في الجوانحْ ..،


~ * ~

ليثني أقدِرُ أن أخرُجَ من جسديّ لِأعرف مَنْ كنتُ ..؟
ولامن سأكونْ ؟ ياهذا الجنونْ لِتنسج ماشئت في الأجواءِ , مَنْ أنا .؟!
إفعل شيئاً غير التصريح بِلا ... ونعمْ ،
يا صاح .. لاتسألْ عن تِلكَ الحرية ،
متى بيعتْ ؟ وبكمْ ؟
إنّني أبحثُ عن حرفِ ، عن شيءٍ أسميّهِ ..غيرَ السّماءِ- المكانْ ،
ولاشيءَ يُسمّى ..!!
لِهذا نسَجتُ من الأماني أجنحةّ للصّبر..،!!
 فلقدّ آليت على نفسي أنْ أخلع ثوب غبائي الجمّْ ،
 سأفتح باباً في سجني وسأخرج من ذاك القمقمْ ،
في حللٍ خضراءْ بلونْ الجنةْ ..,!