13.8.12

سَنغمسُ النعناع سوياً ...!







كلُّ شيءٍ يفِرُ من دواهي الأرزاءِ على بُقعةِ الضَّوءِ في ليلِ الهبوطْ ،
فَلاَ المطر تُمسِكهُ اليدُ من عُنُقِ السّحابَةْ ، والأحلام لاتبقَّى علىَ شُرفاتِ العُيونْ .،









كانَ يَجلسُ في هذهِ الزاويةْ مُنْهَكُ يَرْتَجلُ الوقتَ يَتسأل عنْ حجرٍ يُولد مِنهُ الكلامْ
على شطّ المحنِ يَشدو ألحانٍ من الشجنِ ،
موجة ثائرة تَلبس وجه البْحر تُسافر لِأرض القدس ، والمجدلْ ,
عن قصيدةٍ شَاردة في قطيع الرّياح ،
 عن نبوءةً يرىَ المسجد الكنيسة سيّفان والأرض وردة تَرتوي مِنها الطيورْ .!!
حلمُ  إذا وطأ النجمْ من العلا يَجعل الغُصنَ الأخضرَ ليلاً ،
 يَتسأل بِصمتٍ يَعصفُ في الورى، هل النار تَبكي ..؟!
والمرآة الغْانية تَتجوّل بينَ الموائدّ كَفراشةِ حُرّةَ ، ذاهِلةْ يُصفّق لها ألف قلبَّ ،
 تعرضُ فتنتّها بلا زيفٍ .. ودون رياءِ بِالثمنْ ، !
يَتبادل سادتهَا النظراتِ لِجسدهَا فِي كل ليلة مَحمومة ظامئةْ في الظلْوع ...،
اقتربت منهُ وأحزانِها الدافئةْ تتسرّبُ في خطواتِها ، سألتهُ عن الحرب ..!!
قال لهَا :
لاَتخافي على الثروةِ الغاليةْ بِدقَّ الطبول تحتَ ظلال الهوان ،
 فَلمْ يَأتي المهدي المُنتظر لِتستيْقِظْ شعوب الرَّفض العائمةْ في بحيرة الجليد بعدَ رمادِ الكونْ ،
لكي يَركب القادة الفاتحون خيولاً برَّيةٌ تَحمي مدينة الأنبياءِ منْ سطوة الغرماءِ ، !!
فالجسد يَنامْ  بهناءِ علىَ خد الحجر مُستكين بعصارة الخدر المنمق بسياطِ المروَّض ،
والفمْ سَلخهُ الخوف يَرويهْ دماءْ الذبيحة في الأقداحِ ،
 والزّمن مُعَمَّىَ يملؤهُ الريب ، في الظلمةِ الدكناء ،..
والحزّنُ خُبْزَ الشّعراءْ ، يَشكو قسوة الأنواءِ ..!!
فأصبحت الخضرة العربية بساط على الريح /
سارَ – على مَثنها– الناسُ عبرَ مدىَ رمادي مُحطم تحتَ الأقدام بِوحدة الأطماع والأهواءِ ،
 وبَقايا أوسمة ثمينة باهتة عن مجد بناه الأولونا ،
 تشبتُ بتابوتاً براق اللّون مُصاب بِلعنة الانتظار الطويل ، !!
فصارُ مشاة يَكتمون صرخة الجرح : يَسيرُ إلى هوَّةِ الصمت منْ قسوة الأغلالِ  ،
وركبانْ  فيها برودة التمثالِ : تسيرُ إلى هوَّةِ الموت ، يَلبسون الضلالَ ثوبَ الكمالِ  ..!
وتسلل في الحلقٍ خيطُ من القهرِ مُتَّشِحاً بالدمِ  تحتَ دوسِ النعالِ ..،
فَعدو الوطن ليسَ لهُ وجْهُ / لهُ كل وجوه أمارت الضّحيّة
مِثلنَا لاَ يرىَ في الأفق شمساً عربيهْ ..!
يَعشقُ السلعَ الأجنبية من جيوب سُلالاتك العريقةْ ،
يَكره كلْمة مَثقوبة تَدخل في تاريخِ فارغْ منْ صوت الرصاص والأظافر ،
يَدفع إكرامية جيدة للبندقية وَ الغانية ..!!
دعاها باسماً في مهابة : كي تَستريح من مسيرة الأقدام حول الموائد..!،
قالت لهُ:
 إنهَا لن تُطيل القعود منذُ الصباحِ بِلاَ هدى أجوب شوارع طريقها بِلاَ مصير ،،
أبحثُ في مُستشفياتِ الوطن المكدّسة بالجثث والأكفانِ  ،
عنْ زوجي المحاصر في الضفَّةِ الثانية من الصحراء ، ..
 ( عادت الأرضُ وهي لاَ تزال ممسكة بِالراية المنكَّسة على جُرْفِ الغسَقْ .. لكنَّهُ لايعودْ بقوة السلطانِ منْ التربة المدنسة )!
فَلم يَبقىَ لي سِوى حيرة السير علىَ مفترق مشتت الأركانِ بِذكرى الغارق ودمعة حمراءْ ،
وحزّني منديل هوى وفي قلبي من الأسى غصَّتانِ ..!
وحكت لهُ بِدموعِ ملأتها الشروخ..،
كيفَ تتحملُ العبءَ طيلة غربتهِ القاسيةْ  تتلظَّى بالبؤس فِي ثياب العار مطأطئة الرأس
 من شدة الحرمانِ لاَ تملكُ إلا الصرخات الممقوتةٌ في مجالس العدو والعرباتُ الفارهةْ..!!
وأرَتْهُ صورةً لهُ رائع الإجلالِ بينَ أطفالهِ .. ذاتَ عيدُ مخنوق حتى الفرح ..
وبكت ..!!

~ * ~

في هذهِ اللَّحظةِ المُثقلة أشعرُ إنيّ وحيدةُ ، كَقشة تَحترق دونَ وَرْقَةِ تُوتٍ بري..!
وأنَ المدينة ذابلة  تَتنَّهد من فجرها المُحرق ،
 عالقة في مَخالب الليل يَمتصُ منْ دِمها قطرة ... قطرة ..،
وبناياتِها الشَّاهِقة كَأراملْ متَّشحات قدَّست رائِحة السواد على عتباتِ القُبورِ ،
أدمُعُهنَّ مصابيحَ مُنطفئة من أملِ مُخيبِ يَغفو بِداخِلها الموت )
يَتسلَّل مِنْ بين أروقتهَا الصامتة ..،،
ذكرياتُ حَزينةْ تخلّد في الصدورْ أو مَا تبقىَ من صدأ التّاريخ والكلامْ  من ظلمة الإبصارِ ..،،
خناجرُ كرّقة الأزهارِ تسري مع المسمارِ ،
وبساتين من الخطايا في قبضة الأشرارِ مزروعة بذرةّ البَكارةْ ..،
وخميرة أسرارْ  تُذلْ من الأسى أسيرةْ  اللوعةِ بينَ شِباكِ الحطامْ ..،،!!
لاَ يوجد مَا يَنبضُ الآن بِالروحِ في عالمِ يَكونُ الصّدِقُ موتّاً ..!
إن اليدَ الآدميةَ مَانحة الهدايا.. ، مَاهرة فيّ سنَّ سَكينةِ الذَّبح في الجوانحْ ..،


~ * ~

ليثني أقدِرُ أن أخرُجَ من جسديّ لِأعرف مَنْ كنتُ ..؟
ولامن سأكونْ ؟ ياهذا الجنونْ لِتنسج ماشئت في الأجواءِ , مَنْ أنا .؟!
إفعل شيئاً غير التصريح بِلا ... ونعمْ ،
يا صاح .. لاتسألْ عن تِلكَ الحرية ،
متى بيعتْ ؟ وبكمْ ؟
إنّني أبحثُ عن حرفِ ، عن شيءٍ أسميّهِ ..غيرَ السّماءِ- المكانْ ،
ولاشيءَ يُسمّى ..!!
لِهذا نسَجتُ من الأماني أجنحةّ للصّبر..،!!
 فلقدّ آليت على نفسي أنْ أخلع ثوب غبائي الجمّْ ،
 سأفتح باباً في سجني وسأخرج من ذاك القمقمْ ،
في حللٍ خضراءْ بلونْ الجنةْ ..,!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق