21.8.12

أسْكُبْنِي خَمْراً هَذَيانُ الرَقْصِ يُثْمِلُنِي






رآيتُ فِي صبيحةّ الثاني منْ أيلولْ حَمامةَ بيضاء باتتْ علىَ شباكي الشرقي المُلْتاعْ..
كَاآنهَا تَستلذُ بتَأملِ آنسيابِ الدّمعْ كاآنهيارَ المطرِ من مقلتّي السماء.
فأربدّ وجه الشمس يُشعلُ كلّ شيءٍ منْ لُظاها تَمرُ فِي الجهةَْ الآخرىَ بِلاَاستيحاء ..
لاَ وقتَ للحْزن فَالبُكاءْ الذيَ تنكّسينهُ علىَ سرادّقْ عْزاء منسيةَ بِلاَ أسماءْ فوقَ القبورَ البيضاء
 مُنكّس فِي الضَّفافَ الغْربيةَ منْ الشاطيء بيّنكِ وَ بينهُ نهرُ دمْ .. ..وَ فاتِحةَ خْضراءْ ..
مُلْقىَ فِي الثرىَ يَنهشَّ فيّهِ الدودّ مُنتشيا بِالذيّ فاضَ بهِ بَحْرُ الجَّنونْ
حْطّتْ علىَ كّتفي وَ نقرتّ بِشعْري وَ همهمتّ بِأذني :
أحارُ فِي هذا الزمنْ الرخوّ الموشّح أراكِ كمنْ يَنتظر مشّّنقةَ بِحبلْ بِجبينٍ وَ غضبّ
كمنْ يَرعىَ حَشيش الغيمْ فِي الأفقْ آبوابه قُزَّحيّهْ آو كّمنْ يَغْرق الماءُ فِي الرملِ ذائباً..
أأنتِ مَقبرةَ آمْ وردةَّ ... ..!! أمْ علىَ شّفتيكِ مُلْح زّمنٍ رغْيدُ ..؟!
أمَا كمنْ يُودعْ أملُ باكّي وراءَ شُباكٍ حديدّ بِشهيدّ وَ شّهيدةَ يَمشْون علىَ آناشيدّ الغْجرّ فِي دربّ الشحاريرّ دونَ نداءاتٍ أكْثَر .
.آخَلْعي عنْ قَلْبك المَفئودّ حتىَ لاَ يَطَّالك الكرب الجاريّ حدّ الخنوع
فَالموتُ طَّائش الآوجاعْ ضفافهَ القهرّ وَ الغْربةَ .
فَاالفرحْ المنسوجْ منْ حلاوةَّ الحزنْ وَ منْ مرارةّ الفقدَّ خْيّطاً منْ الحبَّ وَ خْيطَّينْ منْ النار ..
تَبكيّن منْ تَبكيّنْ ؟.. مذ طّارت عصافير الربيعْ صوبَ دُجى المنفىَ ... وَ أنتِ طولَّ العمر
تُنجبيّنْ آبتسامةٍ عَعذبةَ مُنكَّبةَ مُقروحةَ العْيّنينْ تُسترسلْ فِي الرثاءْ حتىَ تَحْتّرق الرئةَ...
هَا آنَا آراكِ فِي غْدّك المكنونْ تَغْوصين تحتَ الموجِ كصيفٍ كثيفِ الوهجْ وَ سفناً لمْ تنجو تحتَ السرجْ
كنجمة سَاطَّعةَ فِى الأوجْ فِي صمتْ النخيلْ تَمشيّ علىَ ضوءِ دّمكْ تَسقطَّ إلىَ التُراب سَهوا .
قالتْ : سَيآتي فرحْ الميَّلاد يَملْىء البيتُ زّنابقْ لاَ بُدَّ سَيآتي ..
تَصادىَ صوتُهَا الواثقْ مسيلاَّت مدَّىَ فِي ربيَ الوطنْ دوَّىَ ...
فِي رِحابْ الآرز فِى غْزَّةَ الابية فِي بَغْدادَّ دوّىَ :

فرحْ الميّلاد سيأتي وَ الهوىَ معْنىَ ..
منْ جّراح القدس يَآتي ..
منْ زمنْ القحطَّ يَآتي ..
منْ رمَادّ الموتْ يأتي ..
فرحْ العيّد لاَبدّ أن يأتي ..


فيّ خَريطةَ مَا ...
صوتُ شريدُ ..
يَئن ُفِي حْجرٍ خْلخل العقولْ كّمَا تَآتي الفصولْ منْ حْروفٍ عْتيّقةَ حيثُ تَهترىءُ الآصولْ
حضنَ النارُ نَقيضَهُ .. فِي يَومٍ قاتل يدفعه ليلُ وَيَمضي رمىَ تاريخهُ العريق لِنار كّسىَ
الوجوه بِحمرةّ الخجل لِيَنامْ علىَ الزّعْفرانْ بِنسمةّ عْنبر ورائحةُ لوزٍ ..
..هَا قدّ آتىَ وقتّ بينْ الرمادّ والورد يُطّفىءُ فيهِ كلْ شيءْ يَجلسُ علىَ طرفِ كَلْمةَ
فِي شفْرةٍ ماتت علىَ شّفير زمنٍ لمْ يَجىءْ وهو يُصيح منْ جّحْيم آمسهَ المفقود ..!!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق